القاليم المناخية:
في العالم
اهتم الجغرافيون بتقسيم الأرض إلى أقاليم مناخية ، وقد اتخذ البعض الحرارة أساسًا للتقسيم ، وكان هذا التقسيم هو بداية الطريق إلى التقسيمات الأخرى التي اعتمدت على الحرارة والمطر والنبات .
وتجدر الإشارة إلى أن الاعتماد على عنصر واحد كالحرارة أو المطر لا يكفي لتقسيم سطح الأرض إلى أقاليم مناخية ، فمثلًا المناخ القطبي نادر المطر . كذلك المناخ الصحراوي الحار نادر المطر ، فلا بد وأن نقرن الحرارة مع الأمطار في التقسيمات المناخية. كما أن النبات اتخذ أساسًا لتقسيم الأرض إلى أقاليم مناخية ؛ لأن النبات هو نتيجة عصري المناخ ( الحرارة والمطر ) مع نوع التربة إلا أن النبات يتأثر بالحرارة والمطر تأثرًا كبيرًا .
ومن أهم التقسيمات المناخية التي تتمشى مع الأقاليم النباتية ، وتعتمد على درجة الحرارة وكمية المطر هو تقسيم كوين Koppen,w عالم النبات الألماني ، والذي قسم العالم إلى خمسة أقاليم مناخية رئيسية هي :
2- المناخ المعتدل الدفيء .
3- المناخ الجاف .
4- المناخ البارد .
5- المناخ القطبي.
وهناك تقسيمات أخرى لعالم المناخ الأمريكي ثورنثويت Thornthwaite ، وقد اعتمد على معدل البخر بالنسبة لنمو النبات ؛ أي كمية المياه التي تتبخر من التربة وتفقد من النباتات ( بواسطة النتح ) ، حيث قسم ثورنثويت العالم إلى أقاليم رطبة وأقاليم جافة، ويتبع كلًّا منها أقسامٌ فرعية .
وصنفها بعضهم الآخر حسب الأمطار ( وهو تصنيف عالم ألماني آخر هو بنك Penck ) .
وهناك تقسيم بيلي Bailey ، والذي اتخذ من الحرارة والرطوبة أساسًا لتقسيم العالم إلى أقاليم مناخية ، فذكر أن هناك أقاليم معتدلة وأقاليم رطبة ، وقسم كلًّا منها إلى أقسام فرعية .
كما لجأ دي مارتون De martonne, E إلى الاعتماد على القيمة الفعلية للإمطار أو ما يعبر عنه بمعامل الجفاف لتقسيم العالم إلى أقاليم مناخية ، وقد اقترح الأقاليم الآتية :
1- مناخ شديد الرطوبة ( غابات)
2- مناخ رطب ( حشائش بها أشجار ) .
3- مناخ رطب نسبيًّا ( أستبس ) .
4- مناخ شبه جاف ( أعشاب فقيرة )
5- مناخ جاف ( صحراء ) .
وفي دراستنا للأقاليم المناخية في العالم سوف نقوم بعملية دمج للأقاليم المناخية ، واستخدام أكثر من تصنيف من التصنيفات أو التقسيمات المناخية ، وسوف نعتمد على أكثر من عنصر من عناصر المناخ وعلى رأسها الحرارة والأمطار ، وسوف نقوم بعملية دمج لبعض الأقاليم المناخية ، وذلك بغرض التبسيط والتسهيل على القارئ العزيز .
وفيما يلي أهم الأقاليم المناخية :
أولًا : المناخ المداري الرطب والجاف :
1- المناخ الاستوائي أو المداري المطير .
2- المناخ المداري الرطب والفصلي الجاف ( السوداني )
3- المناخ الموسمي .
4- المناخ المداري الجاف ( الصحراوي الحار ) .
ثانيًا : المناخ دون المداري ويشمل :
1- مناخ البحر المتوسط .
2- المناخ الصيني ( المناخ القاري الرطب ) .
ثالثًا : المناخ المعتدل وينقسم إلى :
1- المناخ المعتدل البحري أو المناخ الجزري .
2- المناخ المعتدل القاري .
3- مناخ العروض الوسطى الجاف ( الصحاري المعتدلة ) .
رابعًا : المناخ القطبي ويشمل :
1- المناخ البارد ( شبه قطبي ) .
2- المناخ القطبي .
وفيما يلي دراسة لهذه الأقاليم المناخية .
أولًا : المناخ المداري الرطب والجاف :
1- المناخ الاستوائي ( المداري المطير ) :يحيط هذا الإقليم بخط الاستواء من الشمال والجنوب ، وقد جرت العادة على تسميته بالإقليم الاستوائي ، غير أن الاسم الحديث له هو المداري المطير على أساس أن التسمية فيها وصف للإقليم على أنه مطير ، وهي أهم صفة تميز هذا الإقليم عن غيره من الأقاليم المدارية .
ويقع الإقليم المداري المطير حول خط الاستواء في نطاق غير منتظم فيما بين خطي عرض 5 ، 10 شمالًا وجنوبًا ، وقد يمتد الإقليم إلى عروض أوسع من ذلك في مناطق السواحل المواجهة للرياح الرطبة المحملة بكميات كبيرة من بخار الماء ، كما هي الحال في الأجزاء الشرقية من القارة ، وخاصة قارة آسيا ، وقد تصل أبعاده إلى 20 شمالًا . ويتوزع هذا الإقليم جغرافيًّا في حوض الكونغو وساحل غانا في غرب إفريقيا وحوض الأمازون في أمريكا الجنوبية وجزر إندونيسيا والفلبيين وبعض جزر المحيط الهادي .
ويمتاز هذا الإقليم بالحرارة العالية طوال السنة ، حيث تتراوح درجة الحرارة بين 30 و 35 مئوية ، ولا يزيد المدى الحراري السنوي عن 5 درجات مئوية ، في حين يصل المدى الحراري اليومي إلى 15 مئوية ، كما يلاحظ أن الحرارة في هذا الإقليم مصحوبة برطوبة مرتفعة ، وهذا يجعلها صعبة الاحتمال ؛ إذ إن المعروف أن إحساس الإنسان يزيد من ازدياد الرطوبة ، وتمثل مدينة كوالالمبور عاصمة سيرلانكا الخصائص المناخية لهذا الإقليم .
وتتراوح كمية المطر السنوية في الإقليم بين 60 و 120 بوصة ، وتسقط الأمطار في كل شهور السنة ، وأن كانت تزداد في الاعتدالين عندما تتعامد الشمس على خط الاستواء . ويبدأ فصل الجفاف في الظهور تدريجيًّا كلما ابتعدنا عن خط الاستواء وهو هنا فصل الشتاء
.
2-المناخ المداري الرطب ذو الفصل الجاف :يمتد هذا الإقليم بين دائرتي عرض 5- 20 شمالًا وجنوبًا ، مع ملاحظة أنه كلما اقتربنا من الجهات الاستوائية شمالًا أو جنوبًا تقل كمية الأمطار . ويمتاز الإقليم بوجود فترة جفاف تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر تقع في فصل الشتاء ، ويبلغ متوسط الحرارة لأكثر الشهور حرارة 28 مئوية ، ومتوسط أكثر الأشهر برودة 20 مئوية ، كما هي الحال في مدينة سانت لويس عند هضبة نهر السنغال ، حيث يزيد المدى الحراري السنوي على نظيره في المناخ الاستوائي ، فتتراوح درجة الحرارة العظمى بين 46 مئوية في كايس Kayes على نهر السنغال ، بينما لا تتجاوز الـ 32 مئوية في أكاسا Akassa على نهر النيجر .
وتتراوح كمية المطر السنوي في الإقليم بين 30 و 60 بوصة ، ويتعرض المطر هنا للذبذبة كلما ابتعدنا عن خط الاستواء ، ويتوزع هذا الإقليم جغرافيًّا في هضبة البحيرات الاستوائية وجنوب ووسط السودان ، وفي شرق إفريقيا بعيدًا عن خط الاستواء وغرب ملاجاش ( مدغشقر ) وغرب أمريكا الوسطى ، وشمال غرب أمريكا الجنوبية ، ومناطق هضاب البرازيل وبوليفيا وإراجواي ، وفي آسيا يوجد في أجزاء من هضبة الدكن في الهند والأجراء الداخلية من شبه جزيرة الهند الصينية . يشتهر هذا الإقليم المناخي في قارة إفريقيا باسم المناخ السوداني ؛ لأنه يتمثل أفضل تمثيل في وسط وجنوب السودان ومن هنا اشتق اسمه .
3- المناخ الموسمي :يتمثل هذا الإقليم المناخي أفضل تمثيل في جنوب وشرق آسيا ، كما يوجد في غرب ساحل غانا في أفريقيا والساحل الشمالي الشرقي لأمريكا الجنوبية والساحل الشمالي لهايتي وبورتوريكو .
ويشبه المناخ الموسمي المناخ المداري الرطب ذا الفصل الجاف في صفاته العامة غير أنه يختلف عنه في بعض النواحي . وترتفع درجة الحرارة ، حيث يبلغ متوسطها السنوي في بومباي مثلًا 27 مئوية ، بينما يصل المدى الحراري السنوي إلى 5 مئوية على الساحل ، ويزداد في الأجزاء الداخلية ، حيث يصل إلى 12 مئوية في هانوي عاصمة فيتنام ، و 15 مئوية داخل الهند .
وتعزز الأمطار في هذا الإقليم ، حيث تتراوح بين 80 – 100 بوصة سنويًّا وأكثر . أما الرياح فهي رياح فصلية تدعى الرياح الموسمية وتهب من البحر إلى اليابس في فصل الصيف (1) ومن اليابس إلى البحر في فصل الشتاء (2) .
وقد تسقط الأمطار الموسمية أحيانًا في فصل الشتاء عوضًا عن فصل الصيف ، وذلك بسبب اتجاه السلاسل الساحلية التي تعترض سير هذه الرياح كما هي حال جبال « أنام » وجبال « الغات الشرقية » ويرافق انقلاب الرياح الموسمية من شتوية إلى صيفية أعاصير شديدة مخيفة (3) .
وقد تهب الرياح الموسمية بعنف فيسقط المطر بغزارة في فترة محدودة ، يتراوح ما بين 3 – 6 شهور فتحدث فيضانات وتغرق القرى ، وقد تهب ضعيفة ، وفي كلا الحالتين تحدث المجاعات .
4- المناخ المداري الجاف ( الصحراوي الحار ) .عبارة عن مناطق نادرة المطر ، بسبب هبوب الرياح التجارية الجافة على هذه المناطق ، التي تقع غرب القارات في العروض المدارية فتقع في مهب الرياح التجارية الشرقية ، التي تهب على شرق القارات أولًا فتفرغ حمولتها من بخار الماء ؛ ولذلك تصل إلى مناطق غرب القارات المدارية جافة قارية . ويتمثل المناخ المداري الجاف أو الصحراوي في المناطق الواقعة بين دائرتي عرض 18 ، 30 شمالًا وجنوبًا مع ملاحظة التدرج في الجفاف أو الرطوبة من السافانا جنوبًا إلى البحر المتوسط شمالًا .
ويتمثل النطاق الصحراوي بشكل كبير في العالم القديم بين دائرتي عرض 20، 30 شمالًا ، فضلًا عن بعض الأجزاء المتفرقة في العالم الجديد . وأهم النطاقات الصحراوية في العالم هي : الصحراء الكبرى ، وصحراء بلاد العرب والأحواض شبه الجافة في إيران وصحراء ثار ، وصحاري وسط آسيا ، والتي تنتهي في الشرق بصحراء منغوليا . وتوجد في جنوب غرب الولايات المتحدة ، وعلى طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية ( شمال شيلي وجنوب بيرو ) ، وفي وسط وغرب أستراليا .
(1) تعرف بالرياح الموسمية الصيفية .
(2) تعرف بالرياح الموسمية الشتوية . والصحراء تعبير غير نباتي نتيجة انعدام الماء أو ندرته ، والصحراء تفتقر إلى الحياة النباتية والحيوانية ، وليس معنى هذا الخلو التام ، بل الفقر في النبات والحيوان؛ فالنباتات الصحراوية نباتات شوكية وهي نباتات ليست متنوعة وليست غنية فهي صبار وأعشاب خشنة ونباتات تتحمل الجفاف موزعة في بطون الأودية ، أو المنخفضات أو الواحات حول العيون والآبار .
ويتصف المناخ الصحراوي بالحرارة والبرودة الشديدتين . فيصل متوسط درجة الحرارة نحو 35 مئوية ، في حين تصل أكثر الأشهر حرارة إلى 49 مئوية وتهبط في الشتاء إلى -2 مئوية ، حيث كثيرًا ما تتجمد المياه وهذا بالطبع من الغرائب التي تحدث في مثل هذه العروض الجغرافية . كذلك نجد أن المدى الحراري اليومي كبيرًا جدًّا ؛ إذ بينما تهبط الحرارة ليلًا إلى الصفر . أو أقل من الصفر ترتفع نهارًا إلى 30 مئوية تقريبًا .
ويندر سقوط الأمطار وقد تمضي سنوات عديدة دون أن تهطل ، وتصل كمية الأمطار إلى 200 ملليمتر سنويًّا ( 10 بوصات ) وهذا المطر لا يكفي لنمو نبات كثيف أو زراعة أو حياة حيوانية . كما قد تسقط أمطار فجائية غزيرة فتملأ الوديان وتسبب سيول عارمة خطرة .
وأهم الرياح التي يتعرض لها الإقليم الصحراوي الرياح التجارية الجافة ، والرياح المحلية مثل رياح السيروكو التي تهب من جنوب الجزائر نحو البحر المتوسط ، ورياح الخماسين التي تهب على مصر من جهة الصحراء الغربية المصرية ، وهي رياح حارة عامة .
ولا يتسع نطاق الصحاري في نصف الكرة الجنوبي لطبيعة توزيع اليابس والماء ، وضيق اليابس – توجد صحاري ليست حارة داخل القارات مثل صحاري وسط آسيا وصحراء بتاجونيا .
******************************************************************
ويرجع السبب في وجود الصحاري في العالم إلى الأسباب الآتية :
1- وجود مناطق الضغط المرتفع دون المدارية التي يؤدي وجودها إلى هبوط الهواء وعدم سقوط المطر .
2- البعد عن البحر مثل مناطق وسط آسيا ووسط إفريقيا .
3- فقدان الرياح الآتية من البحر لمعظم بخار الماء بها ، حيث تسود الرياح القارية وتؤدي إلى تكوين بعض الصحاري مثل صحراء كلهاري في جنوب غرب إفريقيا .
4- وقوع هذه المناطق في نطاق نوع واحد من الرياح وهي الرياح التجارية الجافة .
5- وقوع المنطقة في ظل المطر بالنسبة لسلسلة جبلية تحجب عنها الرياح المحملة ببخار الماء مثل صحراء كلورادو وصحراء الحوض العظيم في قارة أمريكا الشمالية .
6- وجود تيارات بحرية باردة تمنع تبخر مياه البحر مثل صحراء أتكاما في شيلي .
ولا يتسع نطاق الصحاري في نصف الكرة الجنوبي لطبيعة توزيع اليابس والماء ، وضيق اليابس – توجد صحاري ليست حارة داخل القارات مثل صحاري وسط آسيا وصحراء بتاجونيا .
***************************************************
(.
ثانيًا : المناخ دون المداري :
1- مناخ البحر المتوسط :يقع إقليم البحر المتوسط على السواحل الغربية للقارات فيما بين خطي عرض 30 - 40 شمالًا وجنوبًا . ويظهر بصفة خاصة في الأراضي المحيطة بالبحر المتوسط في قارات العالم القديم ( آسيا وأفريقيا وأوروبا ) ولذلك أطلق عليه الاسم حتى لتسمى بها المناطق الواقعة في نفس العروض الواقعة في القارات الأخرى ، وينتمي إلى هذا الطراز كاليفورنيا في الولايات المتحدة ، ووادي شيلي الأوسط في أمريكا الجنوبية والأجزاء الجنوبية الغربية من أفريقيا ( الكاب ) والأطراف الجنوبية الغربية من أستراليا وأجزاء من جنوب شرق أستراليا .
ومناخ البحر المتوسط من أكثر أنواع الأقاليم المناخية وضوحًا وظهورًا فهو حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءً ، ويتعرض الإقليم لهبوب الرياح العكسية الغربية شتاءً ، والأعاصير أو المنخفضات الجوية المصاحبة لها ، والتي تسقط أمطارًا ، فضلًا عن الرياح التجارية الجافة معظم السنة .
وتتراوح درجة الحرارة بين الصيف والشتاء ، حيث تصل متوسط الحرارة في شهر يوليو إلى 33 مئوية ، ( فمثلًا متوسط الحرارة في شهر يوليو في مرسيليا 29,3 مئوية ) ، وتصل درجة الحرارة في شهر يناير إلى ( 6,3 مئوية ) وتتراوح كمية الأمطار الساقطة في إقليم البحر المتوسط بين 10- 40 بوصة سنويًّا ، وتتركز كمية المطر في وسط الشتاء ، وقد يطول فصل التساقط أو يقصر بحسب الظروف ، وتتركز فترة الجفاف في فصل الصيف .
2- المناخ الصيني ( المناخ القاري الرطب ) :يقع هذا الإقليم بين خطي عرض 30 و 40 على السواحل الشرقية للقارات نحو الداخل . ويمتاز مناخ هذا الإقليم بالبرد الشديد في الشتاء عندما تسود الجبهة القطبية ، بينما تسود الجبهة المدارية في الصيف ، ويسودها الدفء الشديد ، ومن ثم كان المدى الحراري كبيرًا بين الصيف والشتاء . والمطر غزير طوال العام ، حيث يتعرض الإقليم للأعاصير بصفة مستمرة .
وتمثل مدينة سيدني جنوب أستراليا الخصائص المناخية للإقليم الصيني ، حيث تصل درجة حرارتها في شهر يناير ( الصيف الجنوبي ) نحو 22,2 مئوية ، في حين تصل درجة حرارتها في شهر يوليو ( الشتاء الجنوبي ) نحو 11,7 مئوية ، وتصل كمية المطر الساقطة عليها نحو 50 بوصة ، ويسقط معظم المطر في شهور مارس وإبريل ومايو .
ويسود هذا المناخ في شمال الصين وجنوب منشوريا وكوريا وشمال اليابان ، وشمال شرق الولايات المتحدة ، وجنوب شرق كندا وجنوب شرق أستراليا . وقد يظهر مثل هذا المناخ في شمال الهند ، وكذلك في ساحل ناتال في جمهورية جنوب أفريقيا ، وفي شمال شرق الأرجنتين وجنوب شرق البرازيل . ويسمى هذا المناخ ، المناخ الموسمي المعتدل ؛ ولذا وضع في نظام قائم بنفسه ، ويختلف عن النظام الموسمي في الحرارة فالمناخ الصيني ألطف ونباتاته متنوعة .
ثالثًا : المناخ المعتدل :
1- المناخ المعتدل البحري ( المناخ الجزري ) :يمتد هذا الإقليم جغرافيًّا فيما بين دائرتي عرض 40 ، 60 في غرب القارات ويعرف بأكثر من اسم منها المناخ الجزري ، أو مناخ غرب أوروبا .
وأهم ما يميز هذا الإقليم مناخيًّا هو تغير طقسه من مكان إلى آخر ، بل من ساعة إلى ساعة أخرى في نفس المكان الواحد ، ومن ثم يرى البعض أن هذا النوع من المناخ من الصعب تصنيفه « كمناخ » ، بل هو عبارة عن تتابع أيام متعاقبة ذات طقس متنوع .
ويتمثل المناخ البحري المعتدل ( مناخ غرب أوروبا ) في الجزر البريطانية والنطاق الغربي من القارة الأوروبية فيما بين شمال أسبانيا جنوبًا حتى بولندا وجنوب السويد شمالًا . كما ينتشر في أمريكا الشمالية وعلى طول السهول الساحلية الغربية لكندا ، كما يوجد على طول السهول الساحلية الجنوبية الغربية لشيلي ، وفي الأجزاء الجنوبية الشرقية من أستراليا ، وجزيرة تسمانيا وجزر نيوزيلندا .
وتمثل مدينة باريس في فرنسا ، والواقعة في نصف الكرة الشمالي الخصائص المناخية العامة لهذا الإقليم المناخي ، حيث تصل درجة الحرارة بها 10 مئوية . وتسقط الأمطار طوال العام وتزداد نسبيًّا في فصل الشتاء ، ويبلغ كمية المطر السنوي نحو 12 بوصة ، ويصل المعدل الشهري لكمية المطر الساقط نحو 2 بوصة .
2- المناخ القاري المعتدل :يوجد هذا الإقليم بين دائرتي عرض 40 ، 60 داخل القارات في أراضي روسيا الآسيوية ، وشرق أوروبا ، كما يوجد في وسط كندا غرب الحدود مع الولايات المتحدة ، وجنوب سيبيريا وشمال التركستان .
ويختلف هذا المناخ عن المناخ المعتدل البحري السابق الإشارة إليه في ارتفاع المدى الحراري السنوي ، ويرجع ذلك إلى بعد نطاق هذا الإقليم المناخي عن المؤثرات البحرية من جهة ، وإلى قلة تأثره بالرياح الرطبة الآتية من البحر إلى اليابس من جهة أخرى . والرياح في هذا الإقليم تختلف بين فصلي الشتاء والصيف ، ففي فصل الشتاء تكون المناطق القارية إما مركزًا لضغط مرتفع مثل سيبيريا – وعندئذٍ يكون الجو هادئًا – أو أنها واقعة في منطقة هبوب الرياح القادمة من الضغط المرتفع كما هي الحال في شرق أوروبا التي تهب عليها في فصل الشتاء رياح باردة جافة . وفي فصل الصيف ينخفض الضغط وتهب في الغالب رياح غربية خفيفة . وتصل درجة الحرارة في فصل الصيف نحو 20 مئوية ، وشتاءً إلى - 15 مئوية ( تحت الصفر ) .
وتسقط الأمطار في فصلي الربيع والصيف ، حيث تتراوح بين 20 – 40 بوصة سنويًّا ، وتمثل مدينة موسكو عاصمة روسيا الخصائص العامة لهذا الإقليم المناخي ، حيث تصل درجة حرارتها في شهر يوليو نحو 22 مئوية ، في حين يعد شهر يناير أكثر شهور السنة برودةً وتصل درجة حرارته إلى نحو -11 مئوية .
3- مناخ العروض الوسطى الجاف ( الصحاري المعتدلة ) :يتمثل هذا المناخ في المناطق الواقعة داخل القارات فيما بين دائرتي عرض 30 ، 40 شمالًا وجنوبًا ، حيث يتوزع جغرافيًّا في المناطق الآتية :
• السهول الجنوبية للتركستان وهضبة آسيا الصغرى ، وهضاب إيران وأرمينيا وأفغانستان ومنغوليا في قارة آسيا .
• السهول الواقعة غرب الميسيسيبي في أمريكا الشمالية والواقعة في نفس العروض ، حتى جبال روكي ، وهضاب المكسيك وهضاب غرب الولايات المتحدة .
• السهول الواقعة شمال غرب الأرجنتين إلى الشرق من جبال الإنديز في أمريكا الجنوبية .
• هضاب الفلدوالكارو الداخلية في جنوب أفريقيا .
• هضبة أيبيريا في إسبانيا في جنوب أوروبا .
وهذا المناخ من حيث الحرارة قاري جدًّا ، حيث تتراوح درجة الحرارة بين 21 مئوية في شهر يوليو ، -16 مئوية في شهر يناير . والمناخ في هذا الإقليم قليل ويكاد ينعدم في بعض الجهات ، خاصة فيما وراء الجبال الحاجزة ، وتصل كمية المطر إلى 10 بوصات سنويًا .
رابعًا: المناخ القطبي :
1- المناخ البارد ( شبه القطبي ) :يوجد هذا المناخ في شمال القارات بين خطي عرض 60 ، 70 شمال خط الاستواء . ولا يتمثل هذا المناخ في نصف الكرة الجنوبي لعدم امتداد اليابس والقارات إلى مثل هذه العروض ، ويظهر مثل هذا المناخ في مناطق وسط سيبيريا وشمال كندا وشمال آلاسكا وشمال أوروبا . وتتراوح درجة الحرارة بين 19 مئوية في شهر يوليو ، وفي شهر يناير إلى ما دون الصفر ، وقد تصل إلى -40 مئوية في ياكوتسك Yokutcik ( شمال شرق سيبيريا ) ، ومن ثم فإن المدى الحراري السنوي هنا يصل إلى نحو 59 مئوية .
والأمطار هنا قليلة جدًّا إلا أنها تسقط طوال العام ، حيث تبلغ كمية المطر السنوي 11 بوصة ويسقط معظمها خلال أشهر الصيف .
2- المناخ القطبي :ينتشر هذا المناخ في الأجزاء الشمالية من كندا وشمال روسيا جزيرة جرينلند والقارة القطبية الجنوبية ( أنتار كتيكا ) والتي تقع فيما وراء الدائرة القطبية الشمالية ، ويتسم هذا المناخ بالبرودة الشديد وانخفاض درجة الحرارة في فصلي الشتاء والصيف . ففي جرينلند على سبيل المثال تصل درجة الحرارة في شهر يوليو إلى -11 مئوية ، وفي شهر يناير تصل إلى -40 مئوية ، ومعنى هذا أن معدل أعلى الشهور حرارة أقل من درجة التجمد بحوالي 11 مئوية ، وهذا يفسر تراكم الجليد دائمًا في حين نجد أن التساقط هنا عبارة عن ثلوج ، وتصل كميته إلى ما يتناسب مع 12 بوصة من المطر سنويًّا ، ويصل تساقط الثلج بضعة بوصات كل بضعة أشهر . كما تصل درجة حرارة مدينة سبتسبرجن Siptsbrgen في النرويج في شهر يوليو 6 مئوية ، أما بالنسبة لفصل الشتاء فلا تظهر فيه إطلاقا أشعة الشمس ، ومن ثم تسجل درجات حرارة إلى ما دون الصفر المئوي .
1-موقع ويكبيديا
2-كتاب الدرسات الاجتماعية
القاليم الناخية في قارة افريقيا وقارة اسيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق